في أعقاب حادث إطلاق النار المأساوي في مدينة غراتس، أعلن المستشار النمساوي، كريستيان شتوكر، عن حزمة من الإجراءات الجديدة التي تهدف إلى تعزيز الأمن ومنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
وفي كلمة له أمام البرلمان صباح اليوم الاثنين، عقب دقيقة صمت حداداً على الضحايا، أعرب شتوكر عن تعازيه لعائلات الضحايا قائلاً: “أفكر في الآباء الذين فقدوا طفلًا، وفي الإخوة والأخوات الذين يتعين عليهم الآن مواصلة الحياة دون أخ أو أخت”.
وأشار المستشار إلى أن “مثل هذا الفعل يصيب المجتمع في أعماق قلبه”، مضيفاً أن مسؤولية الدولة لا تنتهي عند الحداد الرسمي، بل تبدأ باتخاذ تدابير فاعلة.
ومن بين الإجراءات المعلنة، شدد شتوكر على ضرورة فرض قيود أشد على شراء الأسلحة، وتبادل البيانات المرتبطة بالأشخاص ذوي الملفات الخطرة، مشيراً إلى أن “الوقاية يجب ألا تُفشل بسبب نقص المعلومات أو تضارب الاختصاصات”.
كما أعلن عن تعزيز الوجود الأمني أمام المدارس، مشدداً على ضرورة تدخل الدولة في المنصات الرقمية التي قد تتحول إلى “أماكن لانتشار العنف والتطرف”، داعياً إلى تحميل القائمين عليها المسؤولية.
وأكد شتوكر على أهمية توسيع جهود الوقاية النفسية والوصول المبكر إلى الشباب الذين يعانون من اضطرابات نفسية، موضحاً أن “علينا أن نسأل أنفسنا كيف يمكننا جعل مدارسنا أكثر أمانًا”.
إنشاء صندوق تعويضات للضحايا
وفي خطوة لدعم المتضررين، أعلن المستشار عن إنشاء صندوق تعويضات لتغطية تكاليف الدفن، والدعم النفسي، والمساعدات داخل المدرسة.
كما أشار إلى تقديم تسهيلات لطلاب المدرسة المتأثرة، من بينها إمكانية الإعفاء من الامتحان الشفهي في امتحانات الثانوية (ماتورا).
وختم شتوكر كلمته قائلاً: “لا شيء مما نقوم به الآن يمكن أن يزيل المعاناة الهائلة التي تمر بها العائلات المتضررة. لكن النمسا أثبتت أنها تقف متحدة في ساعة الشدة، وهذا يمنحنا الأمل في هذه الأوقات الصعبة”.
المصدر: APA
