إعادة برمجة الدماغ: التغيير ممكن في أي عمر

إعادة برمجة الدماغ: كيف يمكن لأي شخص تطوير عادات جديدة والتخلص من السلوكيات غير المرغوبة في أي عمر
إعادة برمجة الدماغ: كيف يمكن لأي شخص تطوير عادات جديدة والتخلص من السلوكيات غير المرغوبة في أي عمر (Getty)

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الدماغ البشري يتمتع بقدرة استثنائية على التكيف والتطور في أي مرحلة عمرية، مما يعني أنه يمكن لأي شخص تطوير عادات جديدة والتخلص من السلوكيات غير المرغوبة في أي وقت.

العلماء يؤكدون أن الدماغ يشكل أنماطاً وسلوكيات معتادة يصعب التخلص منها، هذه الأنماط العميقة الجذور قد تسبب إحباطاً للأشخاص الذين يحاولون إجراء تغييرات في حياتهم.

ولكن الخبر الجيد هو أن الدماغ مرن وقادر على التكيف بفضل ما يُعرف بـ”Neurohacks”، وهي تقنيات تعتمد على إعادة توجيه الدماغ لاكتساب عادات جديدة وإلغاء السلوكيات السلبية.

الدماغ كآلة للعادات

الدماغ يعمل على توفير الطاقة من خلال أتمتة العمليات، مما يفسر لماذا يستغرق تكوين عادات جديدة وقتاً وصبراً.

ومع ذلك، يستفيد “Neurohacks” من مرونة الدماغ العصبية، وهي قدرة الدماغ على تعديل نفسه وفقاً للتجارب الجديدة، مما يسهل استبدال العادات القديمة بأنماط جديدة أكثر إنتاجية.

مبدأ العادات المصغرة

إحدى أكثر الطرق فعالية لتأسيس عادات جديدة هي البدء بخطوات صغيرة جداً، حيث الدماغ يستجيب بشكل سلبي للإرهاق أو التغييرات الجذرية.

لذلك، يُنصح بالبدء بسلوكيات جديدة بأبسط صورة، مثل التأمل لمدة دقيقة واحدة في اليوم أو التدريب لخمس دقائق فقط.

هذه التغييرات البسيطة صغيرة جداً بحيث لا تخلق حواجز ذهنية، لكنها كافية لإنشاء روابط عصبية جديدة. وبمجرد ترسيخ العادة، يمكن توسيع هذه السلوكيات تدريجياً.

نظام المكافأة

الدوبامين هو ناقل عصبي مرتبط بشدة بالتحفيز والمكافأة. في كل مرة نقوم بشيء يعتبره الدماغ إيجابياً، يتم إفراز الدوبامين، مما يعزز السلوك ويزيد من احتمالية تكراره.

إحدى الطرق السهلة لتعزيز عادة جديدة هي مكافأة نفسك بوعي بعد كل نجاح، قد تكون هذه المكافأة بسيطة – مثل تناول فنجان من القهوة بعد التمرين أو مشاهدة مسلسل مفضل بعد فترة عمل منتجة.

المحفزات

كل عادة مرتبطة بمحفزات معينة، ولخلق عادات جديدة، يمكن استغلال هذه المحفزات بشكل مستهدف.

إذا كنت ترغب مثلاً في ممارسة اليوغا صباحاً، ضع الحصيرة بجوار سريرك مباشرةً، لتكون مرئية عند الاستيقاظ، ما يساهم في تحفيزك للبدء في تمرينك اليومي.

ولكن احذر: يقال إن تكوين عادة جديدة قد يستغرق ما بين 18 إلى 254 يوماً، فلا تستسلم بعد أسبوع.

التصور

دماغنا لا يميز بشكل كبير بين تجربة حقيقية وتجربة متخيلة. يمكن استغلال هذا لتعزيز السلوكيات الجديدة من خلال التصور.

إذا تخيلت مثلاً أنك تنفذ عادة جديدة بنجاح – مثل الجري يومياً أو تناول الطعام بشكل صحي – فإن هذا يعزز الروابط العصبية المرتبطة بهذا السلوك، مما قد يسهل تطبيقه في الواقع.

المثابرة

تكتب العالمة العصبية نيكول فينغولا، التي تهدف إلى تبسيط العلوم العصبية للجميع، في كتابها الجديد “طريقة العادات الجيدة”: “إذا كنت ترغب في التخلص من عادة أو سلوك معين، يجب أن تفعل ذلك بوعي وتكرار السلوك الجديد حتى يصبح تلقائياً، تماماً مثل تنظيف الأسنان”.

المصدر: Oe24

مشاركة